أثارت صفقة إمام عاشور جدلا كُتِب له ألا ينتهي، فينما يرى بعض أنصار النادي الأهلي أنه صفعة القرن للمنافس التقليدي الذي تجرأ وخطف صورة مع أحد لاعبيه، استغله أنصار الزمالك للتشكيك في قيم ومبادئ أبناء صالح سليم.
مناوشات الجماهير وإن كانت من أهم مظاهر كرة القدم، خاصة عندما يتعلق الأمر بأكبر ناديين في بلد ما، فإن ما لفت انتباهي هو تلون بعض الإعلاميين ومسؤولي الزمالك تحديدا، في مسألة انتقال اللاعب.
وبعيدا عن فكرة عدم توثيق عقد اللاعب، والسماح ببيعه بدون أي نسبة من إعادة البيع أو بشرط عدم الانتقال للنادي الأهلي لاحقا، وبعيدا أيضا عن فكرة أن اللاعب انتقل للأهلي أصلا من الدوري البلجيكي وبمبلغ هو الأضخم للاعب مصري، إلا أن ما لفت انتباهي هو التأكيد من رئيس الزمالك المعزول بحكم قضائي، والإعلاميين المقربين منه، أو المحسوبين على الزمالك، على فكرة مخالفة الأهلي لمبادئه.
القصة لها أصل، عندما طالب الأهلي، وحصل على مراده، بإيقاف إمام عاشور 12 مباراة لتجاوزه في حق رئيس القلعة الحمراء السابق صالح سليم، وهي ما صنع إشكالية حقيقية، إذ كيف تضم لاعبا سب أسطورة نادية، وهو ما برره الأهلي باختصار، بأن من تجاوز من خارج البيت واعتذر قبلناه، ومن تجاوز من الداخل طردناه ولا نقبل اعتذاره، لأن الأمران لا يتساويان، ولهذا التبرير وجهة نظر، قد تتفق أو تختلف معها، لكنها تظل ذات منطق.
العجيب بالنسبة لي أن من يشكك في مبادئ الأهلي ويطالبه بتطبيقها هو نفسه الذي شكك ونفى وحلف بأغلظ الأيمان بأن فيديو إمام عاشور مفبرك، هم أنفسهم من طالبوا حينها عندما كان لاعبهم بفحص الفيديو من قبل متخصصين، والطعن في صحته، واتهام الأهلي بالافتراء على اللاعب.
أيها المتلونون، أي مبدأ تطالبون الأهلي بالثبات عليه، وبعضكم يتغير رأيه بتغير الليل والنهار، وحسب ظهوره في أي قناة، إذا كانت عامة يعطي كل ذي حق بعضا من حقه، وإذا كانت لناديه بخس بأصحاب الحقوق حقوقهم ولم ير سوى ما هو مكتوب أمامه، بلا أي مبادئ أو قيم.
أيها المتلونون، ارحموا جماهيركم من ضعفكم وهوانكم وتحدثوا بما يمليه عليكم ضميركم، فالفتنة نائمة لا توقظوها، لأنكم حينها ستكونون أول المتضررين من نارها، وتذكروا الماضي القريب.
اقرأ أيضا : عصام عبد الفتاح.. طير إنتا