كواليس العمل الفني والإداري في النادي الأهلي، تنبئ أننا حقا أمام ساحر جديد، امتلك كل المميزات، فهو مدرب شاب طموح، صاحب شخصية إدارية وله رؤية فنية.
يسحرنا فايلر بتفاصيله التي لا تنتهي، ليس الأمر يتعلق فقط بالثنائي، المهاجم المغربي وليد أزارو والموهبة صالح جمعة، والذي طالب باستبعادهما، لعدم حاجته إليهما، بل لأن بين السطور ما يمكن لأي قارئ أن يكتشفه.
المدرب الطموح يعيش النادي الأهلي، ليس مجرد موظف، البدايات تشهد، جمع اللاعبين حوله، ووضع قواعد صارمة، ساعة معلقة في غرف اللاعبين، موعد لانطلاق التدريبات، وغرامات كبيرة تحتسب مع دقيقة تأخير.
يعلم أن الملعب هو فصل سينال فيه لاعبيه عقابهم، والإشادة أيضا لكن إذا أجادوا، لذا طالب بإغلاقه جيدا، وحماية لاعبيه من تكهنات المشجعين والإعلام.
لم أندهش عندما علمت بأن فايلر يتعلم اللغة العربية، فهو يدرك أن الكلمة بلغتها تختلف في معناها عن الترجمة، وأنه لم يأت لأداء مهمة فقط، ولكن لمشروع كبير، خطط له مع الإدارة، وبدأ تنفيذه.
نعم، سقط المدرب أفريقيا في بعض المباريات، لكنه نفسه الذي حقق الانتصارات المحلية واحدا تلو الآخر، وهو ما يعني أن المدرب لازال يتحسس الأجواء، وأنه حتى لو ودع المسابقة القارية سيعود إليها منتصرا في القريب العاجل.
النقطة الأهم في أي مدرب، ماذا يقول في أي وقت، يدك جيدا قيمة تصريحاته، عندما أشاد بموهبة شريف إكرامي، أو أعلن رحيل صالح جمعة، وفي كلا الموقفين كان التصريح صريحا وغير موارب، وفيه رسائل لكل لاعبيه، أهمها أن العمل الدؤوب أهم من الموهبة.
ساحر في مهنته وتفاعله وفي تعامله مع الإعلام، وأعتقد أن الإدارة مهدت له الطريق ليحقق ما يريد، ويبقى أن نجلس سويا، نستعيد ذكريات الساحر البرتغالي مانويل جوزيه، ونستعيد الأمجاد التي كانت، سواء محليا أو عالميا، والتي بدأت بوادرها برقم قياسي في عدد الانتصارات المتتالية.
كلمة أخيرة
الأهلي في 12 مباراة بالمسابقة سجل 35 هدفا، أكثر بثمانية أهدف من مجموع ما سجله منافسيه الزمالك والإسماعيلي، ولكن ذلك لم يرضيه، فتعاقد مع هداف جديد!.