من بين كلام كثير قاله المغربى معاذ حجى فى شهر أبريل الماضى عقب تعيينه سكرتيرا عاما للكاف .. تبقى العبارة الأهم والأصدق هى التى قال فيها قبل تسلم وظيفته الجديدة أن مهمته ليست سهلة وأن إعادة تنظيم الكاف مهمة شاقة تحتاج لكثير من الجهد ومن الوقت أيضا.
وبعد 9 أشهر فقط .. اضطر معاذ للاستقالة من منصبه بعدما اكتشف أن إعادة الترتيب أصعب مما كان يتخيله .. ولم يكن السبب فى ذلك قلة خبرة الرجل أو ضعف إمكاناته الإدارية وهو طبيب الأسنان الذى كانت له خبرته الكروية الإدارية الطويلة سواء مع نادى الرجاء والاتحاد المغربى لكرة القدم وأيضا وزارة الشباب والرياضة فى بلاده .. إنما أصبح ترتيب البيت الكروى الأفريقى مهمة أصعب وأكبر من أن يقوم بها رجل واحد مهما كانت خبراته وقوته وتجاربه وإرادته.
فالفساد داخل الكاف كان أو أصبح أكبر وأشرس وأعمق مما يتخيله او يتوقعه أى أحد .. وسواء رحل معاذ حجى فجأة عن منصبه طائعا أو مضطرا .. فلن يكون آخر من سيقفز من سفينة يوشك أن يغرقها فساد تراكم منذ سنين طويلة .. فهناك من يقفزون خوفا من أن يصيبهم رذاذ هذا الفساد الذى لا يقبلون أن يكونوا شركاء فيه.
وهناك من يقفزون على أمل الهرب من الإدانة التى اقتربت من أن تطال كل من فسد وسرق وارتشى وارتضى كل هذا الذى كان وجرى .. وبات من الواضح أن عمرو مصطفى فهمى لا يزال يواصل حربه ضد فساد الكاف حتى بعد رحيل عمرو نفسه .. فهذا الشاب المصرى الراحل هو الذى بدأ أول حرب ضد فساد الكاف.
وتخيل مسئولو الكاف أنهم انتصروا على عمرو بعدما أقالوه وجاءوا بمعاذ ليخلفه فى منصب السكرتير العام .. ثم اطمآن هؤلاء المسئولون أكثر بعدما فاجاهم عمرو برحيله عن دنيانا .. لكنهم فوجئوا بأن عمرو الذى مات لا تزال حربه ضد الفساد قائمة ومستمرة .. وأن الاوراق والمستندات والحكايات التى قدمها عمرو لا تزال تستحق البحث والاهتمام والتحقيق .. ولا تزال شركة برايس ووترهاوس كوبر تراجع أوراق وحسابات الكاف وهى المراجعة التى أكدت الخلاف بين أحمد احمد وإينفانتينو .. وأنه إذا كانت فاطمة ساورا قد اضطرت للرحيل عن القاهرة فإن الفيفا لا يزال يأمل فى كشف فساد الكاف والإطاحة بكل مسئوليه الفاسدين