على مدار يومين متتاليين شهد العالم مباراتين حاسمتين، الأولى بين الأهلي المصري ونهضة بركان المغربي في السوبر الإفريقي، والثانية جمعت مانشستر سيتي وتشيلسي في نهائي الأحلام، ختام موسم الكرة الأوروبية.
ومع الاعتراف بالفارق الكبير بين الكرة الأوروبية، وشبيهتها “التقليد” في إفريقيا، ومع وجود قناعة بأن مقارنة بينهما لا يمكن أن تتم في ظروف طبيعية، لفارق الإمكانات والمهارات والنظام والأموال، فارق ظهر جليا عندما التقى عملاق القارة السمراء، الأهلي، بنظيره في القارة العجوز، بايرن ميونخ، ومع تخيل كل ما قد يتفتق في ذهن القراء من سخرية عندما تبدأ في المقارنة، إلا أن ذلك لا يمنع التأكيد على المقولة في بداية المقال، فالنهائيات تُكْسَبْ ولا تُلْعَب.
استطاع الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، بأداء ولا أسوأ أحيانا، ربح مقابلات بالجملة، منح بها فريقه بطولات كثيرة، بينها دوري أبطال أفريقيا في واقعة “القاضية ممكن”، والسوبر الأفريقي، وقبله برونزية مونديال اللعبة، وبين كل ذلك كأس مصر وتفوق على ناديه السابق صنداونز الجنوب أفريقي.
ولكي تكون المقارنة منطقية، فلنجعلها خلال الساعات الـ48 الأخيرة، فالأهلي الذي عاش أوقاتا صعبة بالسفر لآخر القارة السمراء، حيث جنوب أفريقيا، ثم فقاعة في قارة أخرى حيث قطر، وقبل ذلك مباريات كثيرة، أرهقت الفريق فنيا وذهنيا، استطاع بمستوى هو الأسوأ في آخر مبارياته التتويج بكأس السوبر الأفريقي الغائب عن خزائنه منذ 7 سنوات.
في المقابل، عاش الإسباني بيب جوارديولا، مدرب السيتي، أياما أسعد وفترة مريحة مؤخرا، بعد حسم الدوري وكأس الرابطة مبكرا، وخاض مبارياته الأخيرة بدون الضغوط التي وضعت على منافسه تشيلسي، فضلا عن امتلاكه الحوافز الأضخم في التاريخ، تتويج هو الأول في مسيرة السيتي، ولقب سيؤكد قاعدة الـ100٪ لانتصاراته في النهائيات، وعودته للتتويج مجددا خارج برشلونة، وغيرها من أرقام قياسية كثيرة.
لكن كيف لفليسوف مثله أن يرتكن لنظرية “النهائيات تُكْسَبْ ولا تُلْعَب”، وهو من أسس نظريات المهاجم الوهمي وآمن بالتيكي تاكا؟.
كيف لفليسوف مثله أن يرضخ للواقع ويكسب اللقب دون أن يجازف حتى يقال إنه وإنه وإنه؟!!.