رغم نمطية كرة القدم المتغيرة والتي تجعلك ترى كرة القدم أشبه بمسلسلات الخامسة مساء المكررة منذ نعومة أظافرك، إلا أنها قادرة على جذبك مهما كنت تعلم الأحداث مسبقا.
تحليل: أيمن محمد
لا أتحدث عن النتائج، ولكن المتمرسين والشغوفين بكرة القدم ومن قاموا بتحليلها على مدار سنوات كبرى ومن قضوا أوقاتهم في تحليل ومعرفة ذلك يعرفون ذلك بوضوح.
ساهم في ذلك مقال خوانما ليو الشهير في جريدة athletic الأشهر في بريطانيا، والذي تحدث فيه عن الأساليب المتشابهة والمتبعة في التدريب من واسلو إلى كيب تاون.. إذن أين المتعة؟ الحاجة.
الحاجة أم الاختراع كما نقول بموروثاتنا العربية وحاجتنا اليوم للحديث عن اختراع جديد ربما قد يفيد زعيم الأندية العالمية ريال مدريد، وربما يفيد مستقبلا الأندية التي تعاني من عدم وجود رأس حربة بكافة أشكاله ولديها تخمة في لاعبي الوسط.
ربما يكون هذا منهجا طويل الأمد في ظل ندرة لاعبي رأس الحربة القادرين على فك التكتلات الدفاعية، نستثني منهم عارضة الزانة المسماة بـ “إيرلينج هالاند”.
في "كلاسيكو ودي" مثير..
برشلونة يفوز على ريال مدريد بنتيجة 3-0.. شاهد الأهداف كاملة#ريال_مدريد_برشلونة#أبوظبي_الرياضية 1 pic.twitter.com/X3G2sUUpN1— ADSportsTV (@ADSportsTV) July 29, 2023
ريال مدريد خسر أمام برشلونة بثلاثية خسر الموسم الماضي الدوري ودوري الأبطال.. فقد بنزيمة ومازال ينتظر مبابي، وقبل أن تقول إنه حلا مثاليا للريال، ففتي باريس المدلل لديه أزمه أصلا في اللعب كرأس حربة ويفضل أن يكون حرا قادما للمرمى بوجهه، وأن يتواجد دائما في مواجهات فردية على أطراف الملعب منها إلى العمق.
تجربة اللعب بفيني ورودريجو بالعمق، أو فيني ومبابي مستقبلا، أمر قد لا ينجح أمام بعض الفرق الكبرى، خاصة في دوري الأبطال، كما قد يواجه بأفكار في فرق متوسطة كالتي استخدمها كيكي سيتين في ريال بيتيس هذا الموسم والتي جعلت الريال يخسر أمامه بالثلاثة.
إذن ما هو الحل؟ الـbutterfly
أثناء رحلة البحث في كينونة كرة القدم والتتبع لأفكار المدربين ونواقصهم، عندما يواجهون مشكلة ما ناتجة عن التكتل الدفاعي أو الضغط العالي المكثف أو حتى غياب الهدافين ورؤوس الحربة، وجدت أن هناك شكلا ربما لم يستخدم أبدا في تاريخ كرة القدم (الـbutterfly) أو الفراشة.
نحن نتحدث في الـbutterfly عن 4-2-2-w2 بشكلها العادي مع تغيير ثنائي الهجوم للأطراف بدلا من العمق (المزيد في التفاصيل في كتاب اللعبة الحلم) وفي الريال نتحدث عن رودريجو وفيني أو مستقبلا مبابي مع فينسيوس.
مع رغبة بيب جوارديولا في اللعب بـ3-2-4-1 بتواجد ثنائي رقم 10 بالقرب من منطقة الجزاء وخلق الممرات الخمسة بشكلها العادي.. يمكن تحقيق ذلك مع الفراشة بسهولة.
الفارق بين 4-4-2 و4-2-2-2.. الأولى أنت تلعب بأجنحة وثنائي هجومي، وفي الثانية تجعل لاعبي الوسط في العمق مع ثنائي في مركز رأس الحربة.. أما الفراشة فأنت تلعب بثنائي في مركز 10 وجناحين وبلا رؤوس حربة.
الفارق الوحيد والطفيف هو أنك تجعل تمركز الأجنحة في أماكن أقرب للمرمى.. تحديدا بين قلبي وظهيري الجنب ليصبحا دائما في أماكن قريبة من المرمى دون أن تخشى صعود ظهير المنافس للهجوم لأن هناك بالفعل 4 لاعبين في الوسط يمكنهم حل واستقبال الزيادة.
الشكل القادم يوضح ذلك
ماذا نحتاج من رأس الحربة؟
ضربات الرأس والتسديد يمكن حلهما ولكن الإحساس بالمكان و(لطش الكرة) أمور قد لا تتواجد أصلا في كثير من رؤوس الحربة هذه الأيام، نستثني ليفاندوفسكي من تلك المعادلة.
إذن لو لعب بيلنجهام وفالفيردي في العمق مثلا أمام الفرق المتكتلة.. لو كانت هناك فرصة لتطوير ألعاب الهواء لدى بيلنجهام الأطول بين لاعبي وسط الريال مع تصويبات فالفيردي القوية فربما يجعل ذلك شكل الريال أقوى.
مع تخفيف الضغط وتنويع بروفايل لعب رقم 10 فتلعب أحيانا بمودريتش لتوفير دعما بالكرات البينية للأجنحة المتحركة بالعمق يصبح هناك منفذا آخر للتسجيل، وربما يلعب توني كروس في مكانه القديم كأحد لاعبي الوسط المهاجمين.
بالأساس الريال يقدم نموذجا لفكرة الدفاع المتأخر، فيصبح من الصعب اختراق خطوطه من العمق، إلا إذا توافرت بعض الأفكار المركبة
الأهم أنك ستجعل ترسانة الوسط المكونة من تشاوميني وكامافينجا وكروس ومودريتش وفالفيردي وبيلنجهام.. 6 لاعبين يشارك 4 منهم بصفة مستمرة دون عقد نقص هجومي، أو أنك تشركهم مضطرين بالعكس فتنوع قدراتهم يسمح لك بتشكيل الفراشة بشكل أفضل وأكبر.
نعود لرأس الحربة.. بنزيمة مع ريال مدريد ومع أنشيلوتي تحديدا كان يخرج كثيرا من منطقة تمركز رأس الحربة وجعل المركز بلا تمركز، الأهم هو محاولة خلق زيادة عددية مؤثرة في مناطق البناء والتطوير ثم يتم الإنهاء عن طريقه أو عن طريق فيني أو أي من لاعبي الوسط.
ماذا عن ظهيري الجنب وهل تخدم الفراشة أفكار أنشيلوتي؟
بالأساس الريال يقدم نموذجا لفكرة الدفاع المتأخر حيث يتواجد رباعي الدفاع بشكل قريب لداخل منطقة الجزاء، فيصبح من الصعب اختراق خطوط الريال من العمق، إلا إذا توافرت بعض الأفكار المركبة مثلما حدث أمام مان سيتي في نصف نهائي دوري الأبطال.
وفي الأوقات التي يبحث فيها الريال عن التقدم أو التعويض يصبح الأمر أكثر صعوبة على الفريق، نظرا لمشاكل الأظهرة دفاعيا، وبالتالي فإن التقدم لأحد ظهيري الجنب لن يكون عائقا، نظرا لتواجد ثنائي في قلب الوسط بأدوار دفاعية، ولو تواجد لدى أحدهم الحرية الهجومية سيصبح الظهير ملتزما ويصبح منفذا لتطبيق مبدأ الانتشار العرضي هجوميا.
أخيرا.. ما تمت مناقشته هي الخطوط العريضة والأمر به تفاصيل أكبر متوقفة على طبيعة المنافس، وهو الأمر الأهم في تلك المرحلة لكارلو وللريال في الموسم القادم، قبل فرض الأسلوب على الجميع بغض النظر عن المنافس، وهو أمر لا يفضله أنشيلوتي شخصيا.