من بين حكايات كثيرة حفلت بها البطولة الأخيرة لكأس العالم للأندية التى فاز بها تشيلسى الإنجليزى بعد انتصاره على بالميراس البرازيلى واحتفظ فيها الأهلى بالمركز الثالث للعام الثانى على التوالى .. تبقى ليلى بيريرا صاحبة حكاية استثنائية اختلطت فيها كرة القدم بالمال والأنوثة والطموح والحب وحلاوة الانتصار ومرارة الهزيمة والكثير من التناقضات أيضا
وقد ولدت ليلى فى 11 نوفمبر 1964 فى مدينة كابو فريو القريبة من ريو دى جانيرو فى البرازيل .. مدينة سياحية جميلة على المحيط .. وقبل أن تكمل عامها العشرين .. قررت ليلى الرحيل وحدها إلى ريو دى جانيرو .. رفض والدها فى البداية لأنه أرادها أن تبقى معه حتى تتزوج لكنها أصرت على حياة مختلفة تريدها لنفسها وساعدتها وأيدتها والدتها وبالفعل سافرت إلى ريو دى جانيرو وبدأت تدرس الصحافة .. وأصبح طموحها أن تكون صحفية ناجحة وشهيرة .. وفجأة غيرت ليلى رأيها واختارت دراسة القانون فى جامعة كانديدو منديز حيث أنهت دراستها وتبدل حلم حياتها من الصحافة إلى المحاماة .. وبالفعل تركت ليلى ريو دى جانيرو ورحلت إلى مدينة ساو باولو حيث بدأت تمارس المحاماة فى إحدى المؤسسات القانونية
وبعد ثلاث سنوات فقط .. لم تعد ليلى تريد الصحافة أو المحاماة .. فقد تزوجت من رجل الأعمال جوزيه روبرتو لاماكيا .. وبدأت ليلى تمارس المحاماة فى مجموعة كريفيزا التى يملكها زوجها .. مجموعة اقتصادية ومالية ضخمة .. وسنة بعد أخرى .. كانت ليلى تقترب من تحقيق حلم جديد لحياتها والبحث عن نجاح شخصى لها حتى تحقق فى 2008 حين أصبحت هى رئيسة مجموعة كريفيزا إلى جانب إدارة 11 شركة أخرى فى البرازيل
وحتى زواجها من جوزيه لاماكيا .. لم تكن هناك أى علاقة بين ليلى وكرة القدم .. لم تلعبها فى طفولتها وصباها ولم تكن تهتم بمشاهدة مبارياتها .. لكنها بدأت تتابع مباريات وأخبار نادى بالميراس الذى كان يشجعه زوجها .. وبعدما أصبحت ليلى هى الرئيسة وصاحبة القرار فى مجموعة كريفيزا قررت أن ترعى المجموعة نادى بالميراس .. وقالت ليلى وقتها أن رعاية بالميراس هى استثمار طويل الأمد ورابح للطرفين سواء المجموعة برعايتها لنادى بالميراس .. أو بالميراس بالأموال الكثيرة التى ستدفعها كريفيزا.
وبالفعل كان المال كثيرا جدا وقيل أنه أضخم عقد رعاية كروية فى البرازيل كلها .. وهو ما أدى إلى شعبية هائلة لليلى وسط جماهير وأعضاء بالميراس .. وأغلب الظن أن ليلى حين قامت بتوقيع هذا العقد كان لها هدف آخر يخصها هى .. فهى شديدة الاعتداد بنفسها واسمها وطموحها الذى لا يتوقف أو ينتهى .. حتى أنها لم تنجب واكتفت بأنها فى البداية زوجة لرجل أعمال واسع الثراء ثم أصبحت هى نفسها فى منتهى الثراء وتدير بنفسها مجموعة اقتصادية قوية وضخمة وغنية جدا
وهكذا أصبحت ليلى بالتدريج كبيرة مشجعى بالميراس وباتت تحمل لقب تيا ليلى أو العمة ليلى .. وباتت ليلى تستمتع بشعبية كرة القدم التى جمعت بينها والنجاح الاقتصادى والمالى .. وبالتأكيد لم تكن ليلى لتكتفى بذلك .. إنما بدأت التخطيط بهدوء وذكاء لأن تصبح رئيسة لنادى بالميراس .. طموح لم يفكر فيه زوجها الذى علمها كرة القدم وحب وتشجيع نادى بالميراس .. وبذكائها وأموالها وعلاقاتها المتعددة فى مدينة ساو باولو .. أصبحت ليلى بيريرا بالفعل رئيسة لنادى بالميراس فى ديسمبر الماضى .. أول إمرأة تتولى رئاسة بالميراس بعد 39 رجلا تناوبوا على رئاسة النادى منذ تأسيسه 1914
ومرة أخرى لم تعتبر ليلى أن جلوسها على مقعد رئاسة نادى بالميراس هو نهاية الطموح الشخصى .. إنما أرادت أن تحقق ما لم يحققه قبلها أى رئيس سابق لنادى بالميراس .. وكانت ليلى تقصد بطولة كأس العالم للأندية التى لم يسبق أن فاز بها بالميراس .. وباتت ليلى تحلم بأن ينجح بالميراس تحت قيادتها فى الفوز بكأس العالم للأندية لتكون أول بطولة لها وللنادى الذى تترأسه .. ولتكون ليلى أيضا المراة التى أعادت هذه الكأس من جديد إلى أمريكا اللاتينية منذ فاز بها نادى كورينثيانس البرازيلى 2012 وبعدها احتكرت أندية أوروبا الفوز بهذه البطولة .. وبهذا الحلم سافرت ليلى إلى أبو ظبى خلف فريقها ..
وساعدت أعدادا كبيرة من جماهير بالميراس للسفر إلى الإمارات لتشجيع النادى ولتأكيد شعبيتها بين جماهير بالميراس .. واقتربت ليلى أكثر من تحقيق الحلم حين فاز بالميراس على الأهلى فى قبل النهائى .. فالأهلى العام الماضى فاز على بالميراس فى مباراة تحديد صاحب المركز الثالث .. ولم يبق لتحقيق الحلم الكبير إلا الفوز على تشيلسى الإنجليزى الذى لم يفز هو الآخر بهذه البطولة من قبل
ولم يتحقق الحلم .. وفاز تشيلسى بالكأس فكانت خسارة ليلى ومرارتها .. وأغلب الظن أنها لن تستسلم وستبقى تحاول وتحلم بالعودة لهذه البطولة مرة أخرى والفوز بها .. ربما ليس من أجل بالميراس نفسه إنما من أجل ليلى وطموحها الشخصى وأحلامها المعلنة وغير المعلنة .. وإلى جانب ذلك كله .. لا يخلو مشوار ليلى وسلوكها من كثير من التناقضات ..
فهى تقدم نفسها للجماهير باعتبارها واحدة من المشجعين لكنها حين سئلت قبل المباراة النهائية عن سبب عدم سفرها مع الفريق من البرازيل للإمارات .. خانتها الكلمات حين قالت أنها لا تحب السفر بالطائرات العادية ولا تسافر دائما إلا بطائرتها الخاصة .. كما أنها تردد بين الحين والآخر أنها فقط سيدة أعمال لا علاقة مباشرة لها بإدارة كرة القدم لكن يفاجأ بها الناس أحيانا فى غرفة اللاعبين تجتمع بهم وتتحدث عن كرة القدم وتتحدث للإعلام عن الصفقات الجديدة التى يحتاجها بالميراس أو اللاعبين الذين بإمكانهم الرحيل عن بالميراس .. وإذا كانت ليلى لم تعد إلى ساو باولو بالكأس .. فقد عادت بكثير من الصور التى جمعتها بقادة كرة القدم فى العالم وكانت ليلى حريصة على ذلك وعلى نثرها فى كل وسائل الإعلام البرازيلية .. فتلك اللقاءات والصور كانت بمثابة كأس أخرى فازت بها ليلى بيريرا
نقلا عن الأهرام الرياضي